Thursday, April 26, 2007

عبد الرحمن الكواكبي


كتاب (طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد) الذي ألفه الشيخ عبد الرحمن الكواكبي (1849-1902) وتناول فيه أسباب الإستبداد السياسي وأعراضه. عرّف الكواكبي الإستبداد بأنه "صفة للحكومة المطلقة العنان فعلاً أو حكماً التي تتصرف في شؤون الرعية كما تشاء بلا خشية حساب و لا عقاب محققين ". ويميز بين الإستبداد الغربي والشرقي فيقول "الإستبداد الغربي يكون أحكم وأرسخ وأشد وطأة ولكن مع اللين. والشرقي يكون مقلقاً سريع الزوال ولكنه يكون مزعجاً. كما أن الإستبداد الغربي إذا زال تبدل بحكومة عادلة تقيم ما ساعدت الظروف أن تقيم. أما الشرقي فيزول ويخلفه استبداد شر منه". فالكواكبي معجب إلى حد ما بالنموذج السياسي الغربي لأنه ليس خشناً مثل الاستبداد الشرقي، ولأنه يقيم حكومة عادلة . وطالب الكواكبي بإزالة الإستبداد الشرقي انطلاقاً من العقيدة الإسلامية نفسها، ومن الواقع السياسي الذي كان يعيشه في ظل الدولة العثمانية ،ومن استنتاجاته التي يرى فيها أن الأمم المتقدمة لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بعد التخلص من الإستبداد. فهو يرفضه على صعيدي العقل والدين معاً.
وتكون الحكومة مستبدة حين تصبح مطلقة العنان‏,‏ تتصرف في شئون الرعية كما تشاء‏,‏ بغير مراعاة لأحد‏,‏ أو خشية من أحد‏.‏ وأشد مراتب هذا الاستبداد حكومة الفرد المطلق الذي يحكم بالوراثة بلا أصل من حق‏,‏ وبقوة البطش‏,‏ والسلطة الدينية‏.‏ وأعدي أعداء هذا الحاكم المستبد العلم والعلماء‏,‏ لأنهم يرتفعون عليه علما وفكرا‏.‏
والمسئولية الفعلية في نظر الكواكبي مسئولية مشتركة بين الحاكم المنتخب والرعية التي لا تعرف التفاوت فيما بينها في التملك والثروة‏,‏ وتتمتع بالتساوي بالوعي والعلم والمعارف والصنائع والآداب المدنية

أما تقديس الحكام‏,‏ واعتبار كل رقابة شعبية للسلطة أو كل معارضة لها ضربا من الخروج علي نظام الحكم يبرر الاجهاز عليه‏,‏ فهو في تقديره المفضي إلي الاستبداد‏,‏ علي نحو ما يفضي إليه جهل الهيئة الاجتماعية وتفرقها وعدم التعاون فيما بينها‏,‏ وغلبة نزعات النفس علي العقل‏,‏ وسيطرة المنفعة الخاصة‏,‏ وافتقاد الترابط بين الناس‏,‏ وغياب القيم الأخلاقية‏,‏ والحس المشترك‏.‏ ومقاومة الاستبداد لا يكون بالعنف ولكن بالحكمة واللين والتدريج‏,‏ وبمعرفة الغاية والطريق الموصلة اليها‏,‏ حتي إذا نجحت هذه المقاومة بفضل قوة الاستنارة العقلية‏,‏ أي بنور العلم والمعرفة والمطبوعات والأبحاث العلمية‏,‏ يجري عندئذ تدبير شئون الدولة علي أساس العدل بالشوري الدستورية‏,‏ وليس بمقتضي الهوي‏.‏

ومن هنا عد الكواكبي إصلاحيا لا ثوريا‏.‏ غير أنه أقرب الاصلاحيين إلي الثورة التي لا تتحقق إلا بالنضال‏,‏ وذلك بتنبيه العقول‏,‏ وتشديد العزائم‏.‏

وعبدالرحمن الكواكبي ضد التقليد وضد الإجماع‏,‏ لأنهما ليسا حكما علي أحد‏,‏ ولا هداية حقة في نظره غير هداية النفس لذاتها وتحكم العقل وحده‏,‏ لا هداية الغير‏.‏ وهو يفرق تفرقة قاطعة بين السياسة والدين‏,‏ قائلا بوضوح تام‏:‏ أن الأمم الحية لا تأخذ في الترقي إلا بعزل شئون الدين عن شئون الحياة‏.‏ ويؤمن بأن إدارة شئون الأمة وأحوالها تكون بالقوانين الطبيعية‏.‏ أما الأديان فتحكم الآخرة‏.‏

وأشد مراتب الاستبداد التي يتعوذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد المطلق‏,‏ الوارث للعرش‏,‏ القائد للجيش‏,‏ الحائز علي سلطة دينية‏.‏ ولنا أن نقول كلما قل وصف من هذه الأوصاف خف الاستبداد إلي أن ينتهي بالحاكم المنتخب المؤقت المسؤول فعلا‏,‏ وكذلك يخف الاستبداد طبعا كلما قل عدد نفوس الرعية وقل الارتباط بالأملاك الثابتة وقل التفاوت في الثروة وكلما ترقي الشعب في المعارف‏.‏

ومن الأمور المقررة طبيعة وتاريخيا أنه ما من حكومة عادلة تأمن المسؤولية والمؤاخذة بسبب غفلة الأمة أو التمكن من إغفالها إلا وتسارع إلي التلبس بصفة الإستبداد‏,‏ وبعد أن تتمكن فيه لا تتركه وفي خدمتها إحدي الوسيلتين العظيمتين جهالة الأمة‏,‏ والجنود المنظمة‏.‏ وهما أكبر مصائب الأمم وأهم معاتب الإنسانية‏,‏ وقد تخلصت الأمم المتمدنة نوعا من الجهالة‏,‏ ولكن بليت بشدة الجندية الجبرية العمومية‏,‏ تلك الشدة التي جعلتها أشقي حياة من الأمم الجاهلة وألصق عارا بالإنسانية من أقبح أشكال الاستبداد‏,‏ حتي ربما يصح أن يقال إن مخترع هذه الجندية إذا كان هو الشيطان فقد انتقم من آدم في أولاده أعظم ما يمكنه أن ينتقم‏!‏ نعم إذا ما دامت هذه الجندية التي مضي عليها نحو قرنين إلي قرن آخر أيضا تنهك تجلد الأمم وتجعلها تسقط دفعة واحدة‏.‏ ومن يدري كم يتعجب رجال الاستقبال من ترقي العلوم في هذا العصر ترقيا مقرونا باشتداد هذه المصيبة التي لا تترك محلا لاستغراب إطاعة المصريين للفراعنة في بناء الأهرامات سخرة‏,‏ لأن تلك لا تتجاوز التعب وضياع الأوقات‏,‏ وأما الجندية فتفسد أخلاق الأمة حيث تعلمها الشراسة والطاعة العمياء والاتكال‏,‏ وتميت النشاط وفكرة الاستقلال‏,‏ وتكلف الأمة الإنفاق الذي لا يطاق وكل ذلك منصرف لتأييد الاستبداد المشؤوم‏:‏ استبداد الحكومات القائد لتلك القوة من جهة‏,‏ واستبداد الأمم بعضها علي بعض من جهة أخري‏.‏ولنرجع لأصل البحث فأقول‏:‏ لا يعهد في تاريخ الحكومات المدنية استمرار حكومة مسؤولة مدة أكثر من نصف قرن إلي غاية قرن ونصف‏,‏ وما شذ من ذلك سوي الحكومة الحاضرة في إنجلترا‏,‏ والسبب يقظة الإنجليز الذين لا يسكرهم انتصار‏,‏ ولا يحملهم انكسار‏,‏ فلا يغفلون لحظة عن مراقبة ملوكهم‏,‏ حتي إن الوزارة هي التي تنتخب للملك خدمه وحشمه فضلا عن الزوجة والصهر‏,‏ وملوك الإنجليز الذين فقدوا منذ قرون كل شيء ما عدا التاج‏,‏ لو تسني الآن لأحدهم الاستبداد لغنمه حالا ولكن هيهات أن يظفر بغرة من قومه يستلم فيها زمام الجيش‏.‏

ويعد الشيخ عبد الرحمن الكواكبي من اول المفكرين الذين دعوا الي الافكار الليبرالية والدولة المدنية

Friday, April 20, 2007

الطريق الي مصر الجديدة

هكذا بدات المسيرة الي مصر الجديدة
ودي لوحة التحكم بتاعة قائد الرحلة

قطار الرحلة اخر نضافة


كل المقومات موجودة لقيادة حكيمة

الكهربا في رحلتنا كانت مقطوعة
بين قائد الرحلة والركاب
حتي الرؤية كانت غائبة تماما
عن قائد الرحلة

وللاسف يبدو ان قائد المسيرة فاكر
ان عجلة الزمن وقفت عنده ومش هتمشي
واكتشفنا اننا طول السنين دى ما اتحركناش خطوة واحدة
للامام ودة طبعا مش ذنب قائد الرحلة دي غلطة
عجلة الزمن اللي وقفت ومش عايزة تمشي
وللاسف عجلت الزمن وقفت بالفقراء فقط
اما الاغنياء بس هما اللي وصلوا لمصر الجديدة
علي فكرة اوعوا تفهموا كلامي غلط انا بتكلم علي
المترو وارجوا ان السيد وزير النقل يتدخل
لحل هذه المشكلة







Monday, April 09, 2007

من قال إن النفط أغلى من دمي؟ للشاعر فاروق جويدة في ذكري سقوط بغداد

مادام يحكمنا الجنون‏..
سنرى كلاب الصيد تلتهم
الأجنة في البطون
سنرى حقول القمح ألغاماً
وضوء الصبح ناراً في العيون
سنرى الصغار على المشانق
في صلاة الفجر جهراً يصلبون
وحين يحكمنا الجنون
لا زهرة بيضاء تشرق
فوق أشلاء الغصون
لا فرحة في عين طفل
نام في صدر حنون
لا دين‏..‏ لا إيمان‏..‏ لا حق
ولا عرض مصون
وتهون أقدار الشعوب
وكل شيء قد يهون
مادام يحكمنا الجنون
‏*****
أطفال بغداد الحزينة يسألون
عن أي ذنب يقتلون
يترنحون على شظايا الجوع
يقتسمون خبز الموت‏..‏ ثم يودعون
شبح‏ "الهنود الحمر"‏ يظهر في صقيع بلادنا
ويصيح فينا الطامعون‏...
من كل صوب قادمون
من كل جنس يزحفون
تبدو شوارعنا بلون الدم
والكهان في خمر الندامة غارقون
تبدو قلوب الناس أشباحاً
ويغدو الحلم طيفا عاجزاً
بين المهانة‏..‏ والظنون
هذي كلاب الصيد
فوق رؤوسنا تعوي
ونحن إلى المهالك مسرعون‏..
‏*****
أطفال بغداد الحزينة
في الشوارع يصرخون
جيش التتار
يدق أبواب المدينة كالوباء
ويزحف الطاعون
أحفاد "هولاكو"
على جثث الصغار يزمجرون
جثث الهنود الحمر تطفو
فوق أعمدة الكنائس والثرى يغلي
صراخ الناس يقتحم السكون
أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات
مخالب سوداء تنفذ في العيون
مازال دجلة يذكر الأيام‏..
والماضي البعيد يطل من خلف القرون
عبر الغزاة هنا كثيرا‏ً..‏ ثم راحوا
أين راح العابرون؟‏!
هذي مدينتنا‏..‏ وكم باغ أتى
ذهب الجميع ونحن فيها صامدون
سيموت "هولاكو"
ويعود أطفال العراق
أمام دجلة يرقصون
لسنا الهنود الحمر
حتى تنصبوا فينا المشانق
في كل شبر من ثرى بغداد
نهر‏..‏ أو نخيل‏..‏ أو حدائق
وإذا أردتم سوف نجعلها بنادق
سنحارب الطاغوت فوق الأرض
بين الماء‏..‏ في صمت الخنادق
إنا كرهنا الموت لكن
في سبيل الله نشعلها حرائق
ستظل في كل العصور وإن كرهتم
أمة الإسلام من خير الخلائق
‏*****
أطفال بغداد الحزينة
يرفعون الآن رايات الغضب
بغداد في أيدي الجبابرة الكبار
تضيع منا‏..‏ تغتصب
أين العروبة‏..‏ والسيوف البيض
والخيل الضواري‏.. ‏والمآثر‏.. ‏والنسب؟
أين الشعوب وأين كهان العرب؟!
في معبد الطغيان يبتهل الجميع
ولا ترى غير العجب‏..
البعض منهم قد شجب
والبعض في خزي هرب
وهناك من خلع الثياب
لكل جواد وهب‏..
في ساحة الشيطان
نقرأ ‏"سورة‏" الدولار!
يسعى الناس أفواجاً
إلى مسرى الغنائم والذهب
والناس تسأل عن بقايا أمة تدعى"‏العرب"!‏
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج
ولم يعد
في الكون شيء من مآثر أهلها
ولكل مأساة سبب
باعوا الخيول‏..
وقايضوا الفرسان في سوق الخطب
فليسقط التاريخ‏..‏ ولتحيا الخطب
أطفال بغداد الحزينة يصرخون
يأتي إلينا الموت في لبن الصغار
يأتي إلينا الموت في اللعب الصغيرة
في الحدائق‏..‏ في الأغاني
في المطاعم‏..‏ في الغبار
تتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ
لا يبقى لنا منها‏..‏ جدار
عار على زمن الحضارة أي عار
من خلف آلاف الحدود
يطل صاروخ لقيط الوجه‏..
لم يعرف له أبداً مدار
ويصيح فينا‏:
أين أسلحة الدمار؟‏!
هل بعد موت الضحكة العذراء فينا
سوف يأتينا النهار؟
الطائرات تسد عين الشمس
والأحلام في دمنا انتحار
فبأي حق تهدمون بيوتنا
وبأي قانون
تدمر ألف مئذنة‏..‏ وتنفث سيل نار
تمضي بنا الأيام في بغداد
من جوع‏..‏ إلى جوع
ومن ظمأ‏..‏ إلى ظمأ
ووجه الكون جوع‏..‏ أو حصار
يا سيد البيت الكبير
في وجهك الكذاب
تخفي ألف وجه مستعار
نحن البداية في الرواية‏..
ثم يرتفع الستار
هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار
هل صار تجويع الشعوب
وسام عز وافتخار؟‏!
هل صار قتل الناس في الصلوات
ملهاة الكبار؟‏!
هل صار قتل الأبرياء
شعار مجد‏ وانتصار؟!
أم أن حق الناس في أيامكم
نهب‏..‏ وذل‏..‏ وانكسار
الموت يسكن كل شيء حولنا
ويطارد الأطفال من دار‏.. ‏لدار
مازلت تسأل‏:
أين أسلحة الدمار؟!
‏*****
أطفال بغداد الحزينة
في المدارس يلعبون
كرة هنا‏..‏ كرة هناك
طفل هنا‏..‏ طفل هناك
قلم هنا‏..‏ قلم هناك
لغم هنا‏...‏ موت‏..‏ هلاك
بين الشظايا
زهرة الصبار تبكي
والصغار على الملاعب يسقطون
بالأمس كانوا
كالحمائم في الفضاء يحلقون
‏*****
في الكوفة الغراء
عطر من عبير المصطفى
فجر أضاء الكون يوماً
لا استكان ولا غفا
يا آل بيت محمد‏..
كم حن قلبي للحسين‏.. ‏وكم هفا
غابت شموس الحق والعدل اختفى
مهما وفى الشرفاء في أيامنا
زمن‏"‏النذالة‏" ما وفى..‏
مهما صفا العقلاء في أوطاننا
بئر الخيانة ما صفا..
بغداد يا بلد الرشيد
يا قلعة التاريخ والزمن المجيد
بين ارتحال الليل
والصبح المجنح لحظتان
موت‏..‏ وعيد
ما بين أشلاء الشهيد
يهتز عرش الكون في صوت الوليد
ما بين ليل قد رحل
ينساب صبح بالأمل
لا تجزعي بلد الرشيد
لكل طاغية‏..‏ أجل
‏*****
طفل صغير‏..
ذاب عشقاً في العراق
كراسة بيضاء يحضنها
وبعض الفل‏..‏ بعض الشعر والأوراق
حصالة فيها قروش
من بقايا العيد‏..‏ دمع جامد
يخفيه في الأحداق
عن صورة الأب الذي
قد غاب يوما‏ً..‏ لم يعد
وانساب مثل الضوء في الأعماق
يتعانق الطفل الصغير مع التراب
يطول بينهما العناق
خيط من الدم الغزير
يسيل من فمه
يذوب الصوت في دمه المراق
تخبو الملامح‏..‏ كل شيء في الوجود
يصيح في ألم‏:‏ فراق
والطفل يهمس في أسى‏:
أشتاق يا بغداد تمرك في فمي
من قال إن النفط أغلى من دمي؟‏!
بغداد لا تتألمي
مهما تعالت صيحة البهتان
في الزمن العمي
فهناك في الأفق البعيد صهيل فجر قادم
في الأفق يبدو سرب أحلام
يعانق أنجمي
مهما تواري الحلم عن عينيك
قومي‏..‏ واحلمي
ولتنثري في ماء دجلة أعظمي
فالصبح سوف يطل يوماً
في مواكب مأتمي
الله أكبر من جنون الموت
والزمن البغيض الظالم
بغداد لا تستسلمي
بغداد لا تستسلمي
من قال إن النفط أغلي من دمي؟!‏

Wednesday, April 04, 2007

ربما .....!!!!!!!!!! لاحمد مطر

ربما الزاني يتوب
ربما الماء يروب
ربما يحمل زيت في الثقوب
ربما شمس الضحي
تشرق من صوب الغروب
ربما يبرا ابليس من الذنب
فيعفو عنه غفار الذنوب
انما لايبرأ الحكام
في كل بلاد العرب
من ذنب الشعوب
اهداء الي القمة العربية