قد يختلف الكثيرون حول ما وصل اليه النظام الحاكم من انهيار وضعف فالبعض يعتقد ان النظام يلفظ انفاسةالاخيرة وانه قاب قوسين او ادني من السقوط والبعض الاخر يعتقد ان النظام لايزال يحكم بقبضة من حديد وانه لايزال امامة بعض الوقت لكي يسقط في ظل وجود معارضة غير مؤثرة في الشارع وتعددت الشواهد التي يستشهد بها الجانبين فالبعض يستشهد بانتفاضة عمال غزل المحلة والتي بالفعل استطاع فيها العمال ان يحققوا ما ارادوا وان يحرجوا النظام ويضعوة في مازق حقيقي والبعض الاخر يستشهد بقدرة النظام وقوته في تزوير الانتخابات وفي قمع التظاهرات والسيطرة الامنية الكاملة علي جميع مؤسسات الدولة بداية من المصالح الحكومية وانتهاء بالجامعة , ولكني اعتقد ان النظام قد كتب شهادة وفاته بنفسة فعليا ولعل اكبر دليل علي ذلك هم هؤلاء الشباب الذين يفضلون الذهاب الي اسرائيل او الموت غرقا في البحر علي البقاء في ظل هذا النظام الفاسد الذي جعل من الوطن سجنا كبيرا لابنائه ولك حرية الاختيار ام ان تبقي سجينا او تبقي سجاناولا اعلم في الحقيقة حتي الان بلدا مثل بلدنا يسافر ابنائها بطريقة غير شرعية الي اوربا ويدفعون ما يقرب من 30000 لكي يهاجروا علي ظهر مركب لا يقوي علي السير حتي في الترع وهم يعلمون ذلك جيدا وليس هذا فقط ما يدعو للغرابة ولكن المدهش والمبكي في نفس الوقت ان يقوم هؤلاء الشباب بتمزيق جوازات السفر المصرية ومحو كل ما يثبت هويتهم كمصريين بل ان الامر قد وصل الي خلع الملابس الداخلية والتي بطبع مكتوب عليها صنع في مصر حتي لا يتعرف عليهم رجال الشرطة ويقومون بترحيلهم الي مصر مرة اخري الي هذا الحد وصل الامر بشباب هذا البلد والذي كفر بوطنه وبقدرته علي العيش علي ارضه بل ومستعد ان يضحي بحياته في سبيل الهروب من هذا السجن الكبير وفي الحقيقة ان الامر برمته يبدو وكانه فيلم تراجيدي او مسرحية هزلية البطل فيها هو ذلك النظام الذي فقد وعيه وادراكه ووضع نفسه في مكانة الالهة والتي هي بالطبع مهما حدث لم ولن تخطيء ولن تموت ولن تنتهي مهما حدث فهي خالدة خلود الاهرامات وابوالهول ولكنهم في الحقيقة قد ماتوا بالفعل فليس الموتي هم من غرقوا في عبارة السلام 98 او في قوارب الهجرة الي ايطاليا ولكن الموتي الحقيقيون هم من ماتت ضمائرهم وحولوا هذا الوطن الي سجن كبير البعض يبحث سبل الهروب منه